ماذا حصل في تلك الليلة في عنايا؟ أعجوبة جديدة لمار شربل


أتت من أميركا إلى عنايا لكي تزور ضريح القديس شربل وشفيت من مرض السرطان  هلليلويا....

منذ سنتين أصيبت زوجة خالي جورج، مايا فرنسيس سركيس من بلدة جاج-جبيل، بسرطان الثدي و نتيجة المرض تم استئصال ثدييها و معالجتها. في فترة العلاج ظهر لها مار شربل في الحلم و أعطاها بخوراً و قال لها أنها قد شفيت نهائياً...
لكن زوجة خالي مايا لم تخبر أحداً بمرضها و كانت بانتظار أن تأتي الى لبنان لكي تخبر العالم بما قاله لها مار شربل، كونها تسكن في أمريكا...
لم تنتهي الحكاية هنا...
منذ حوالي الشهر، بدأت مايا تعاني من أوجاع في الظهر  فأجرت فحوصات تبيّن فيها أنها تعاني من الديسك و أصبحت تتعالج لدى معالج فيزيائي، غير أنّ الأوجاع لم تزول و أخذت تتفاقم يوماً بعد يوم، الى حدّ أن قرّر خالي أخذها الى المستشفى لإجراء الفحوصات.
 و بالفعل قاموا في اليوم التالي، من الصباح الباكر ليتفاجؤا بأنها فقدت صوتها و شبه مشلولة لا تقوى على المشي نهائياً و تعاني من الأوجاع في كل جسدها...
نقلها خالي الى المستشفى، أجروا لها الفحوصات، ليتبيّن أنها أصيبت بسرطانٍ في العمود الفقري و في خرزات العنق، أدّى الى تَآكل ثلاث عظام و أخبرهم الطبيب بضرورة خضوعها لعمليّة جراحيّة طارئة و إلاّ سوف تصاب بالشلل التّام...
لم تستلم زوجة خالي البالغة من العمر سبعة و ثلاثون سنة و كان ايمانها أقوى بأن طبيب السماء سوف يشفيها...
ظلّت تصلّي بايمان و خشوع، و بعد قضائها يومين في المستشفى على الفراش، بدأت تصلّي لمار شربل مع ابن عمّها الكائن في لبنان.
صلّوا بخشوع و قام بإضاءة شمعة خلال الصلاة، لكنّ الدهشة كانت بوقوع الشمعة على الأرض ليتفاجأ بوقوع ثلاث نقاط من الشمعة، على عدد عظامها المتآكلة و أتت النقطة الواقعة في الوسط على شكل وجه مار شربل، فكانت هذه إشارة لها من مار شربل، قرّرت على أثرها عدم التوقيع على أوراق العمليّة الجراحيّة التي كان من المقرّر إجراءها في اليوم التالي و امتنعت عن تناول جميع الأدوية التي كان من المفترض أن تتناولها.
 فقرّرت اللّجوء الى طبيب السماء، لأنها كانت متأكّدة أنّه لن يتركها كما لم يتركها في المرّة الأولى عندما أصيبت بهذا المرض الخبيث.
 وعلى الرغم من عدم قبول الأطباء بذهابها الى لبنان، فقد ذهبت و شاء القدر أن تصل إليه في مساء الثلاثاء الواقع في التاسع من تشرين الأول  ٢٠١٨، الذي يصادف ذكرى الواحدة و الأربعون على تقديس مار شربل...
أتت زوجة خالي و قمنا بمرافقتها مع عدد من الأقارب الى دير مار مارون عنّايا، طالبين من يسوع شفائها بشفاعة مار شربل.
وصلنا الى الدير و كانت زوجة خالي مايا خائرة القوى، ساعدناها للوصول أمام تمثال مار شربل الكائن في باحة الدير الخارجيّة، حيث اتّكأت على ركبتيها منهمرةً بالبكاء و الصلاة، طالبةً من مار شربل التشفّع فيها و إعطائها نعمة الشفاء لترجع الى أولادها الثلاثة بسلامة.
بدأنا كلّنا بالصلاة و بدأ الناس بالتجمّع... صلّينا معها بخشوع و تأمّل و ايمان قوي بقدرة القديس شربل للتشفّع لها عند يسوع متّكلين عليه، و بعد إنهاء الصلاة كان هناك شابة، أعلمتنا بأنه يمكننا التواصل مع أحد الكهنة لإعطائنا ذخيرة من ثوب مار شربل و بعض الزيت و البخور...
اتصلنا بالكاهن لكنّه لم يكن قادر على فتح الدير بما أنّ الوقت كان قد تأخّر كثيراً، فعندها عادت مايا أدراجها الى المنزل.
 لكن ما هي إلاّ دقائق حتى فُتح باب الدير و أعطانا الكاهن بركة مار شربل ثم عاد و أقفل الباب...
فاتصلتُ بزوجة خالي الثاني و هي تكون شقيقة مايا و أعلمتُها بفتح باب الدير كي تعود أدراجها اليه.
 و ما لبثت و أن عادت مايا فالتقت أمام الدير بسيّدة تُدعى جوجينا، كان قد شفاها مار شربل من مرض السرطان في مثل هذا اليوم، منذ أربع سنوات.
وقفنا كلّنا أمام التمثال من جديد، و بدأنا بالصلاة و كانت الساعة الحادية عشر و خمس و أربعون دقيقة، كان المكان عائم بجوّ من الصلاة و الخشوع و التقوى، الى حدّ الساعة  الثانية عشر نصف اللّيل، حيث بدأت السيدة جورجينا تدهن مايا بزيت كانت قد حصلت عليه من مار شربل، عندها دُهشنا كلّنا بظهور غيمة بيضاء في السماء ظهر مار شربل فيها و بدأ الجميع بالصراخ إنّه مار شربل! مار شربل في السماء!
و حصل انخطاف لجورجينا و مايا و ابن عمّتها،  في هذه اللّحظات بدأت مايا بالصراخ و هي غائبة عن الوعي، تصرخ من شدّة الوجع و قد أحسّت بحريق في عنقها و في ظهرها و تدريجيّاً في الأماكن التي كانت تعاني من أوجاعٍ بها، و كأن أحداً يستأصل المرض من عظامها و ما هي الّلا دقائق حتى عادوا ثلاثتهم لوعيهم.
 أكملنا الصلاة و الترانيم للعذراء و ليسوع و لمار شربل،  بعدها كانت قد شُفيت مايا نهائياً و عادت لتقف من جديد على رجليها و تحرّك عنقها. و بدأ الجميع يأخذ من الزيت الموجود في الأنبوب الذي كان بحوزة جورجينا، الذي كان قد فرغ لكن مار شربل أعاد تعبئته.
لم يشأ مار شربل مرور عيد تقديسه الواحد و الأربعون مرور الكرام، فأنعم على مايا بنعمة الشفاء من هذا المرض الخبيث.
نشكرك يا يسوع و نشكرك يا مار شربل على نعمك اللامتناهية.
ما أعظم الربّ و ما أجمل الايمان، آمنوا يا اخوتي فلا شيء يخلّصنا اللّا الصلاة و لا سلاح أقوى من الايمان.
آمنوا تُشفوا كما شُفِيَت مايا بفعل ايمانها بشفاعة مار شربل.
فليتمجّد اسم الرّب بقدّيسيه.

فانيسا  الياس أبو عقل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق